الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض
8198 مشاهدة
تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

* الحمد لله الملك العلام الذي بَيَّن لنا تعاليم الإسلام، أحمده على جزيل الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي بَيَّن للأمة الحلال والحرام، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه البررة الكرام.
وبعد:
* فهذه مقالة تتعلق بحجاب المرأة وما يلزمها من التستر، وواجب الأولياء على محارمهم، وبيان وظيفة المرأة المسلمة في منزلها، والرد على دعاة السفور في هذا الزمان ونحو ذلك مع الإجمال والاختصار، وأصل المقالة محاضرة ألقيتها في بعض مساجد الرياض نقلها بعض الإخوان من أشرطة التسجيل، ورغب نشرها وعرضها عليَّ لإدخال بعض التعديل عليها، ولم أتمكن من إعادة صياغتها بعبارة أبلغ، ولعل الله أن ينفع بها من أراد به خيرًا؛ فإن هذا الزمان قد كثر فيه دعاة السفور وأكثروا من إلقاء الشُّبَه على العوَام لما رأوا كثرة الوافدين على البلاد مع قلة الاحتشام، وخلع جلباب الحياء مع صدور التعليمات من الحكومة في إلزام كل من وفد إلى البلاد بالأخذ بتعاليم الدين، وعدم الخروج عما توجبه الشريعة، ونسأل الله أن يرزق المسلمين الثبات والاستقامة وأن يرد ضالهم ردًا جميلا، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين